وتمضي الأيام، ويأتي رمضان، وكيف سيكون رمضان بدونك وبدون وجودك معنا
اقترب رمضان بدونك يا غالى وسنتلهف شوقا واشتياقا للجلوس معك طوال ايام الشهر الكريم
فرمضان بالنسبة لنا يعني أنت، فرمضان أنت جزء من روحانيته وجزء من معانيه وبك كل أخلاقه وتربيته، في كل عام ومع دخول الشهر الذى كنت تستعد له فى مثل هذه الأيام بالتجهيز والإستعداد لإستقبال ضيوف الرحمن على مائدة الرحمن التى كنت تحمل همها طوال الشهر…..
كيف سيكون رمضان ولياليه ونهاره وإفطاره على مائده الرحمن بدونك؟ كل شيء في رمضان يذكرنا بك، من سيذكرنا بالصلاة وفعل الخير غيرك؟ من سيشعرنا براحة القلب سواك؟
رحلتَ وفي القلب غُصَّة وفي النفس حسرة؛ منحتنا كل شيء، ولم تأخذ منَّا شيئاً، قدَّمتَ لنا ما لم يقدمه أبٌ لأبنائه، ومنذ أن عرفتُ الحياة وأنتَ لنا العطاء والاحتواء، والصبر والوفاء، وكنت أنت البارَّ بنا
زرعت فينا كرم الخُلُق، وسماحة النفس، ولين الطباع، وصِدق التواضع، وحُبَّ المساكين، والإحسان إلى المُسيئين، لم أسمعك يوماً تذكر أحداً بسوء، ولم أشاهد في حياتي أحداً يُبغضك، كنت تُوصيني بالهدوء والتثبُّت قبل إطلاق الأحكام وإحسان الظن في الجميع، لم تأتِ يوماً مدافعاً عن الباطل أو ساكتاً عنه؛ بل كنتُ تقف في وجه الظالم وتمنعه، ولو كان أقرب الأقربين إليك، عايشتُ هذا معك كثيراً ووجدته في نفسي، فيا لعظيم خِصال
اللهم إنك تعلم حبه لفعل الخيرات، وإعانته للضعفاء، ومحبته للمساكين، وقربه من الفقراء والمحتاجين
اللهم إنك تعلم إحسانه حتى يوم وفاته
اللهم اجزِه خير ما جزيت به والداً عن ولده، وخير ما جزيت به مُحسناً على إحسانه